مَبَاحِثُ عِلمِ المعاني في آياتِ القِتَالِ دِرَاسَةٌ بَلاغِيَّةٌ

تَنطَلِقُ هَذِهِ الدِّرَاسَةُ مِن قَنَاعَةٍ تَتَلَخَّصُ في أَنَّ الفَهْمَ اللُّغويَّ والبَلاغِيَّ لِلنَّصِّ القُرآنِيِّ، المحِيطَ علمًا بِوَاقِعِهِ السِّياقيِّ، والمدرِكَ بِحَالِ وظُرُوفِ نُزُولِهِ، هو السَّبِيلُ الأَمثَلُ، بَلِ الوَحِيدُ، لِفَهمِ آياتِ اللهِ والوُقُوفِ على مُرَادِها، فَكَم مِن شُبُهَاتٍ واختِلافاتٍ أُثِيرت حَولَ بعضِ آياتِ القرآنِ، قد بُنِيَت على مُغَالَطَاتٍ- بِقَصدٍ أو بِغَيرِ قَصدٍ -لا يَحُلُّها، ولا يَكشِفُ زِيفَها إلّا الاستعانةُ بِالتَّحلِيلِ اللُّغَوِيُّ والبلاغيُّ. فالقرآنُ خِطَابٌ لُغَوِيٌّ يَشمَلُ بِجَانِبِ المقصَدِ التّشريعيِّ المقصدَ الفنيَّ والبيانيَّ، بل إنَّ المقصد البيانيَّ والفنيَّ هو الأساسُ، فهو الفنُ المصَاغُ بِهِ المقصدَ التَّشريعيَّ.ومِن ثَمَّ فإنَّ دِرَاسَةَ البِنْيةِ اللُّغويّةِ والبلاغيّةِ للخطابِ القرآنيِّ أصلٌّ لكلّ علمٍ يقوم على القرآن أو يَغتَرِفُ مِن فَضلِهِ، وتُعدُّ أياتُ القتالِ من أكثرِ الآياتِ التي تَعَرَضَت لهذه الشُّبهاتِ، وتلك الاختلافاتِ منَ المسلمين والأعداءِ على السَّواءِ؛ وذلكَ لِخُطُورةِ موضُوعِها، وكثرتِها، وتَفَرُّقِها بينَ السُّورِ، وطُولِ الفترةِ الزَّمَنِيَّةِ واختِلافِ المناسباتِ التي نَزَلت فيها هذه الآياتِ. وتَتَنَاولُ هذه الدِّرَاسةُ التَّحلِيلِ البلاغِيِّ والجماليِّ لِمَبَاحثِ عِلمِ المعاني في آياتِ القتالِ، مُحَاوِلَةً عن طريقِ هذا التَّحليلِ الكشف عن معنى القتالِ ومَقَاصَدِهِ وضَوَابِطِهِ، إضافةً إلى الكشفِ عنِ الجوانبِ الجماليَّةِ للنَّظمِ القرآني في تلك الآياتِ، وَقَد جَاءَتِ الدِّرَاسَةُ في مُقَدِّمَةٍ وخَمسَةِ مَبَاحِثَ، وهي:1-الأُسلُوبُ الخَبَرِيُّ.2- الأُسلُوبُ الإنشَائيُّ.3- التَّقدِيمُ والتَّأخِيرُ.4- أُسلُوبُ الشَّرطِ. 5- أُسلُوبُ القصرِ.