الاعتماد على الأبحاث الطبية المنشورة في الغرب في بناء الحكم الشرعي

مع التطور الذي تشهده العلوم في مجالاتها المختلفة عموماً، والمجال الطبي خصوصاً، تزداد حاجة الفقيه إلى سماع آراء المختصين ومطالعة أبحاثهم يوماً بعد يوم من أجل التصوّر الصحيح للنوازل وبناء الحكم الشرعي المناسب، إلا أنَّ تفوق الغرب في العلوم الطبية وقيامهم بمعظم الدراسات في هذا المجال فتح الباب للسؤال عن مدى إمكانية الاعتماد على هذه الدراسات في بناء الحكم الشرعي. يهدف البحث إلى بيان أهم المسائل التي يحتاج فيها الفقيه إلى رأي الطبيب، وعرض مذاهب الفقهاء وأدلتهم في قبول قول الطبيب غير المسلم، واستعراض واقع النشر في الدراسات الطبية في الغرب، ومدى إمكانية الاعتماد عليها في بناء الحكم الشرعي. وقد اتُّبِعَ في هذه الدراسة المنهج الاستقرائي التحليلي المقارن. وتوصل البحث إلى أنَّ القواعد الشرعية لا تمنع الاستفادة من العلوم التجريبية التي قام بها غير المسلمين، إلا أنَّ هنالك العديد من مظاهر الفساد في النشر العلمي في الغرب، يوجب على الفقيه المزيد من التحري قبل الوصول إلى الحكم النهائي